
هل سمعت بمشاكل القرنية المخروطية (كيراتوكونوس) من قبل؟ الذين يعانون من هذا المرض يصيبهم صداع وألم في العين. لا يمكنهم رؤية تفاصيل الأشياء. لا يمكنهم رؤية وجوه الناس بوضوح، تواجههم صعوبات عند القراءة أو القيادة ليلا. تابع هذا المقال للتعرف على هذا المرض أكثر
ما هي القرنية المخروطية ؟

بداية، لنوضح بشكل مبسط ماذا يقصد بقرنية العين: تتألف القرنية الطبيعية، من أنسجة كولاجين مترابطة ومنتظمة. مشكلتا بذلك جزءا شفافا دائري الشكل ،يغطي ويحمي بؤبؤ وقزحية العين .يمكن تشبيه .القرنية السليمة بقبة مستديرة شفافة
للقرنية وظيفة أساسية في الرؤية، فهي التي تقوم بتجميع و تركيز الضوء على الشبكية. بمساعدة عدسة العين، ثم تقوم الشبكية بتحويل هذه الأشعة إلى إشارات يفسرها الدماغ إلى صور. حدوث أي مشكلة أو تغيير في تركيب القرنية يسبب مشاكل في الرؤيا.
لذلك فالقرنية المخروطية، بتفسير سهل هي: مرض يصيب كلتا العينين. لكن ليس بنفس الشدة محدثا تشوها تدريجيا في القرنية، حيث تتحول من شكلها الطبيعي إلى شكل مخروطي غير منتظم

صورة لقرنية عين محدبة
.بشكل أدق للقرنية دورا مشابها لدور عدسة الكاميرا.حيث يمر الضوء بها، ثم يسقط المعلومات المرئية على الشبكية بعدها ينقل العصب البصري هذه الصور إلى الدماغ. بالتالي شفافية و سلامة القرنية ضروري لتكوين صور على شبكية العين
و عندما تخف سماكة وصلابة القرنية تصاب بتحدب . مما يؤثرعلى حدة البصر ،و يسبب مشاكل في الرؤيا. في هذه الحالة تصبح النظارات غير فعالة في تصحيح النظر. بالتالي يتطلب من المريض ارتداء عدسات خاصة آو إجراء عملية جراحية. يحدث هذا التشوه غالبا في سن المراهقة. مترافقا بتزايدٍ سريع في قصر البصر و اللابؤرية( الاستغماتيزم).
أعراض وعلامات القرنية المخروطية
ترتبط أعراض القرنية المخروطية بتطور المرض عند المريض. لذلك تختلف شدتها من شخص لأخر، كما أن علامات القرنية المخروطية أحيانا تظهر فجأة ثم تختفي عند بعض المصابين. وبجدر الإشارة أن الأعراض ليست بالضرورة بذات الحدة في كلتا العينين. بل غالبا ما تبدأ في الظهور في عين واحدة ثم تظهر في العين الأخرى

ففي المرحلة الأولى من المرض. يشكوا بعض المرضى من تهيج العين ومن مصادر الضوء المختلفة خاصة ليلا حيث يصبح كل ما يبصروه محاط بهالات مرئية مما يسبب لهم صعوبة في الرؤية، كما يشعر بعض المرضى بوجود ضباب يغطي أعينهم يجعل الرؤية مشوشة وغير واضحة، آو تناقص في حدة الإبصار بصورة غير معتادة. إذ تصيبهم بدون سابق إنذار مشكلة مفاجئة في القدرة على الرؤيا . بالإضافة إلى هذا تصبح النظارات غير قادرة على إصلاح النظر، بالتالي يلزم على مرضى القرنية المخروطية تغيير النظارات الطبية الخاصة بهم في كل مرة يزورون فيها طبيب العيون. عادة ما تشخص القرنية المخروطية من خلال فحص طبي عام، خاصة تلك التي يوجد فيها تزايد مفاجئ في قصر البصر أو اللابؤرية (الاستغماتيزم). أما في مراحلها المتقدمة فتتضمن القرنية المخروطية الأعراض التالية:
فرك وتهيج العين بكثرة
تصبح القرنية على شكل مخروط واضح
يصبح استعمال العدسات اللاصقة مزعجا و غير فعال
تدهور مفاجئ في النظر، صداع وألم في العين
رؤية الخطوط المستقيمة بشكل متحرك
احمرار العين و عدم القدرة على فتحها في الضوء، بسبب وقوع إرتشاح في القرنية
رؤية الأجسام وكأن لها عدة نسخ
تطور القرنية المخروطية
في بداية المرض يعتقد الكثير من المرضى أنهم مصابون فقط بقصر النظر أو اللابؤرية ، وهذا لصعوبة تشخيص القرنية المخروطية. حيث أن أعراضها غالبا ما تبدأ في الظهور في سن المراهقة . لكن هذا لا يعني أنها لا تحدث في فترات عمرية مختلفة. إذ يمكن أن يصاب الفرد بها في مرحلة الطفولة، أو في سن الثلاثين ومن النادر جدا حدوثه بعد السن الأربعين.

كما يزيد تشوه قرنية المريض عادة بوتيرة بطيئة تستغرق من 10 سنوات إلى 20سنة. ثم يتوقف ( إذ غالبا ما تبدأ القرنية في إنحرافها عن شكلها الطبيعي في سن 15 ويتوقف تطورها في سن 35) ، لذلك يقسم هذا المرض إلى 4 مراحلا:
المرحلة الأولى(البسيطة): رؤية مشوشة وغير واضحة، فقدان حدة البصر،أو الرؤية المزدوجة
مرحلة الثانية (المتوسطة): يتدهور نظر المريض أكثر من السابق
مرحلة الثالثة (الشديدة): تفاقم الاضطرابات البصرية وظهور تشوه واضح في القرنية
المرحلة الرابعة: فقدان شفافية القرنية (ندبات في الجزء العلوي من المخروط) وخطر الإصابة بالقرنية المخروطية الحادة
أسباب القرنية المخروطية
حتى الآن لم يعرف السبب الرئيسي للقرنية المخروطية.لكن وفقا للعديد من الدراسات لوحظ وجود نقطة مشتركة بين المرضى وهي فرك الأعين بقوة. وبشكل مفرط سواء أكان ذلك عن وعي أم بدونه. وهذا بسبب الحكة و الالتهاب الناجم عن حساسية العين أو جفافها، العمل الليلي، العمل على الشاشة لفترات طويلة..إلخ . هذه القوة التي تمارس على العين بواسطة الأصابع أثناء فركها. من المحتمل أن تكون السبب في تمزق التقاطعات التي تربط ألياف الكولاجين في القرنية. بالإضافة إلى هذا تشير الأبحاث، إلى وجود عامل جيني ونوع من قابلية الإصابة بها وراثي المنشأ. و يعتقد أيضا أن استخدام العدسات اللاصقة المعدلة بطريقة خاطئة قد تكون أحد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض.
تشخيص القرنية المخروطية
لتشخيص القرنية المخروطية. أول خطوة يقوم بها طبيب العيون. مراجعة تاريخك الطبي وإجراء فحص للعين بعدها لكي يتأكد من إصابتك بهذا المرض. وحتى يتمكن من تحديد التفاصيل المتعلقة بشكل القرنية يقوم الطبيب بإجراء اختبارات تشخيص متمثلة فيما يلي:
فحص تضاريس القرنية: يتم في هذا الفحص تصوير القرنية. وبناء خريطة طبوغرافية لسطحها لذلك يعتبر هذا الاختبار الوسيلة الأولى لتشخيص القرنية المخروطية . فهو يسمح للطبيب تتبع تقدم تحدب القرنية بدقة و معرفة نسبة تحدبها في كل نقطة.

ففي حالة القرنية المخروطية يمكن رؤية منطقة واحدة مملوءة بالعديد من التحدبات. تحدد هذه المنطقة بالون البرتقالي و الأحمر. على عكس حالة القرنية السليمة التي تظهر تحدؙبات موحدة يشار إليها بلون موحد
اختبارات انكسار العين: في هذا الاختبار يستخدم الطبيب جهاز مزود بعدسات مختلفة الدرجات. ليتمكن من الكشف عن وجود أي مشكلات في الإبصار ولكي يعرف أي العدسات التي تعطي المريض رؤية أفضل

فحص المصباح الشقي: هنا يوجه الطبيب شعاعا من الضوء على عين المريض. ليتمكن من تحديد الشكل الأساسي للقرنية و أيضا للبحث عن أي مشاكل أخرى في العينين. في بعض الحالات حتى يستطيع الطبيب رؤية الجزء الخلفي من العين يعطي المريض قطرات لتوسيع العين
فحص سمك القرنية: في هذا الفحص يتم تصوير القرنية بالموجات فوق الصوتية، لقياس سمك القرنية في نقاط مختلفة.
علاج القرنية المخروطية
يقوم علاج القرنية المخروطية بإبطاء تقدم المرض وتحسين الرؤية. ويرتبط العلاج بعدة عوامل كدرجة تطور المرض عند المريض، قدرته على الرؤية، مدى تحدب القرنية… لذالك هناك عدة مراحل يمر بها المريض لإيقاف تدهور نظره سواء كانت طريقة جراحية أو غير جراحية. بداية من ارتداء نظارات طبية كوسيلة لتحسين الرؤية، وصولا لعملية زرع قرنية.


في حال لم تعد النظارات نافعة، يتم تركيب عدسات لاصقة خاصة . و عند تقدم المرض أكثر وازدياد تحدب القرنية تصبح كل من النظرات و العدسات، لا يصلحان في إيقاف تدهور المرض. بالتالي ستكون هناك الحاجة لإجراء عملية جراحية قد تتمثل في:
تقنية العقد المتعامدة (كروس لينكينغ): يقوم هذا العلاج بتقوية و تشديد نسيج القرنية. اعتمادا على تشكيل عقد متعامدة بين ألياف الكولاجين في القرنية بمساعدة الأشعة فوق البنفسجية . مما يؤدي إلى تثبيت القرنية المخروطية و إبطاء تشوه القرنية

صورة توضيحية لتقنية femto lasikزرع حلقات في القرنية (فيمتورينج): تعد هذه الطريقة أحدث طرق علاج القرنية المخروطية. حيث يتم بواسطة الليزر “الفيمتو الثانية” تثبيت في القرنية حلقات مصنوعة من مادة صلبة، مكونة من قسمين نصف دائريين.هذه الطريقة تحدث تغيرات في شكل القرنية و تقلل من تحدبها

زراعة القرنية: يتم اقتراحها كأخر خيار في الحالات الجد متدهورة، التي لا يمكن علاجها بتركيب الحلقات أو العدسات. تنطوي هذه العملية على استبدال القرنية المحدبة بقرنية أخرى من متبرع. أو استبدال الطبقات السطحية فقط مع الحفاظ على طبقة الخلايا الضامة. تستغرق العملية ساعة أو ساعتين في المتوسط ،غالبا ما تكون فرص واحتمالات نجاحها كبيرة جدا.
أجوبة عن الأسئلة الشائعة المتعلقة بالقرنية المخروطية

ما هو الفرق بين التصحيح و تثبيت القرنية؟
يقصد بتثبيت القرنية إجراء عملية من أجل إيقاف تطور المرض أي تثبيت اعوجاج القرنية. أما التصحيح فهو تصحيح النظر أي يعالج الشخص من مشاكل الرؤية ويصبح يبصر كأي شخص عادي
هل يتم إجراء عملية تثبيت القرنية لكلتا العينين في يوم واحد آم كل عين في يوم مختلف؟
أجل يمكن إجراء العملية لكلتا العينين في يوم واحد. لكن من الأحسن تثبيت عين واحدة ثم اجراء العملية للعين الأخرى بعد فترة.
هل يتحسن النظر بعد عملية تثبيت القرنية؟
لا يتحسن النظر بل تجرى هذه العملية لكي لا يتطور المرض أكثر.
هل القرنية المخروطية تسبب فقدان البصر؟
نعم لكن العمى بسبب القرنية المخروطية نادر الحدوث .فغالبا ما يعاني المريض من تدهور حاد في مجال الرؤية.في المراحل المتقدمة من المرض
هل تسبب القرنية المخروطية فقدان التوازن و ألم في الرأس؟
القرنية المخروطية لا تسبب هذه الأعراض
ما هي علامات رفض العين للقرنية المزروعة؟
بعد زراعة القرنية، يجب استشارة الطبيب بشكل عاجل. إن كنت تعاني من انخفاض حدة البصر أو الدموع أو ألم العين أو الاحمرار. حيث يمكن أن تكون هذه العلامات ردة فعل على رفض الزرع.
بعد اجراء عملية زرع القرنية هل يستغني المريض عن العدسات اللاصقة أو النظارات؟
يختلف هذا الأمر من حالة لآخرى فهذا متعلق بالقرنية المزروعة
المصاب بالقرنية المخروطية هل يورث هذا المرض لأبنائه؟
صحيح أن هذا المرض وراثي. لكن لم يتم بعد تحديد الجين أو الجينات المسئولة عن انتقاله. يحتمل أن طفل الشخص المصاب لا يرث المرض لكن أحفاد هذا الشخص يمكن أن يصابوا بالقرنية المخروطية
هل يمكن علاج القرنية المخروطية بالأعشاب؟
لا توجد أي دراسة علمية تثبت إمكانية علاج القرنية المخروطية بالأعشاب.
نصائح هامة
على الأشخاص الذي يعانون من القرنية المخروطية تجنب فرك الأعين مهما كانت الحكة شديدة. في هذه الحالة يلزم عليهم التوجه إلى طبيب العيون لكي يصف دواء المناسب لحالتهم
تجنب بعض إجراءات تصحيح النظر كالليزك
إياك غسل عدساتك اللاصقة بالمياه واحذر الاستحمام أو السباحة بها
لا تستخدم أي عدسات لاصقة أو دواء لم يصفه الطبيب لك
لابد من إجراء طبوغرافيا للقرنية كل عام لمراقبة سلامة الأعين
من المهم أن يلجأ أي مريض يعاني من نقصان بصر حاد . خاصة إذا كان طفلا أو شابا يافعا إلى إجراء فحص طبوغرافي للقرنية
في الأخير ، ننصح أي شخص لاحظ إحدى هذه الأعراض التوجه لطبيب العيون لكي يستبعد إصابته بالقرنية المخروطية. وان كان في بداية المرض لضمان سرعة الشفاء، وسهولة طرق العلاج وأمانها. كما يجب على المريض عدم إهمال علاجه حتى لا يتفاقم وضعه الصحي أكثر ويصل إلى نتائج لا يحمد عقباها ثم يندم عن تهوره



