كانت البداية بكمامة واحدة فقط ذات لون أزرق شاحب. لكن اليوم أينما تلفتنا فإننا نجد عشرات التصاميم المركونة سواءا على واجهات المحلات أو حتى المعروضة في البازارات الإلكترونية فتحولت الكمامة من أداة تحمي الجهاز التنفسي من الجراثيم والفيروسات إلى موضة دارجة وإكسسوار لا تكتمل إطلالة المرأة إلا به.
في الآونة الأخيرة اجتاحت الأسواق كمامات ذات تصاميم فريدة وألوان مختلفة. توافدت النساء على شرائها وحرصن على إنتقاء كل قطعة بعناية فائقة بما يتلائم مع ذوقهن وإطلالتهن. لتقتحم الكمامة عالم الموضة من بابه الواسع. من جهتهم رحب المصممون ودور الأزياء بهذا الوافد الجديد إلى عالم الموضة. فراحوا يستعرضون مواهبهم من خلال إبتكرار تصاميم ملفتة وجذابة.
دور الأزياء يدخلون منافسة شرسة لأجل الكمامة
نجد دار” أوف وايت” المتخصصة بأزياء الشارع قد أطلقت كمامات من تصميم مديرها الإبداعي فيرجيل آبلو. هذه الكمامات بشعار أسهم باللون الأبيض يصل سعرها إلى 105 دولار. لتصبح التصميم الأكثر بحثا على شبكة الإنترنت خلال النصف الأول من عام2020.
كما أطلقت دار الأزياء ” برونزا شولور” في نيويورك كمامة مصنوعة من الحرير. يبلغ سعر الواحدة منها 100 دولار. لكن هذا السعر لم يقف حائلا أمام النساء اللواتي استهلكن كل الكمية في غضون أيام فقط من إطلاقها على موقعها الإلكتروني.
كما نجد مصمم الأزياء العالمي إريك شايكس هو الآخر يبيع نماذج راقية من الكمامات المصنوعة من قماش الدنيم الرمادي الفحمي وقماش الباتيك. أما المصممة بيري ميك فقد نقلت تصميم الكمامات إلى بعد أخر حين قدمت كمامات مرصعة بمئات الكريستالات من شواروفسكي
كمامة بمليون دولار
هذه التصاميم الفاخرة أسالت لعاب أبناء الطبقة المخملية وجعلتهم يتهافتون على شراء أرقى التصميمات وأكثرها ندرة. قام رجل أعمال صيني بشراء كمامة مصنوعة من الذهب الأبيض مرصعة بأكثر من 3600 ماسة. قد بلغت قيمة هذه الكمامة 1.5 مليون دولار. أما رجل الأعمال الهندي، شانكار كورهادي، كان أقل بذخا من سابقه فاختار ارتداء كمامة مصنوعة من الذهب فقط. يبلغ سعرها 4 آلاف دولار.في الكفة الأخرى نجد من بين الأثرياء من اختار شراء كمامات مصنوعة من اللؤلؤ يصل سعرها إلى 525 دولار. أما أصحاب الأذواق السادة منهم ففضلوا اقتناء كمامات من الحرير الخالص. تبلغ قيمة الواحدة منها 240 دولار.
بعد أن فرضت حضورها في كل الأماكن العامة وأقحمت نفسها في عالم الموضة. هاهي الكمامات تحجز مكانا لها في جهاز العروس. فعروس 2020 هي الأخرى كان لها نصيب من تصاميم الكمامات. بين الدانتيل والحرير والمطرزة بالورود أو المزينة بالمجوهرات وجدت العروس نفسها أمام خيارات لا حصر لها. ولكي ينفض المصممون عن ذهنهن غبار أي حيرة صمموا لهن أيضا كمامات ترافق الألبسة التقليدية. فكل لباس تقليدي تصاحبه كمامة تناسب تصميمه.
بعدما تحولت الكمامة إلى إكسسوار أساسي حاضر داخل دولاب كل سيدة وغزوها لعالم الموضة يبقى سؤال يطرح نفسه: هل سيكتب لهذه الموضة العيش حتى بعد انقضاء أجل الكورونا؟ أم أنهم سيقلعون عنها وستبقى كمخلفات فترة سيرغب الجميع في نسيانها؟
بقلم: وئام شرماطي